بكين -ا ش اذكرت وكالة الأنباء الصينية فى تقرير لها من غزة إن المسؤولين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتابعون بقلق ما ستنتهى إليه الأمور بعد عزل الرئيس
محمد مرسي الذي لم يمض على حكمه سوى عام واحد بعد أن ترشح عن جماعة الإخوان المسلمين.
ورأى مراقبون فلسطينيون, فى تصريحات للاعلام الصيني أن عزل مرسي وسقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر يمثل "كابوسا" بالنسبة لحركة حماس
بالنظر إلى العلاقات الوثيقة التي تربطهما ببعض واعتبروا أن ما حدث ينذر باجراءات أشد ضد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس بالقوة منذ منتصف عام
2007 والمحاصر إسرائيليا ولا يمتلك سوى منفذا واحدا إلى العالم الخارجي وهو معبر رفح الحدودي مع مصر.
وأضاف التقرير أن الجيش المصري منذ أكثر من ثلاثة أيام قام باتخاذ إجراءات مشددة على الحدود مع قطاع غزة وهدم أكثر من 20 نفقا للتهريب بين الجانبين,
إضافة إلى أنه أغلق اليوم (الجمعة) معبر رفح الحدودي حتى إشعار آخر.
فيما رأى المراقبون أن تأثيرات الوضع المصري ومجمل الدول العربية حاليا تزيد من ضعف الموقف الفلسطيني بشكل عام في ظل الانشغال بشئونها الداخلية
عوضا عن تشكيل سند عربي داعم في مواجهة إسرائيل.
والتزمت السلطة الفلسطينية موقف الحياد إزاء الأزمة المصرية الداخلية فيما لم تعلق حركة حماس بشكل رسمي على الاحتجاجات الشعبية التي دفعت القيادة العليا
للقوات المسلحة المصرية إلى عزل مرسي وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة البلاد.
وبعد أداء المستشار عدلي منصور أمس الخميس اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة رئيسا مؤقتا لمصر طبقا ل"خريطة الطريق" التي أعلنها وزير
الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أول أمس الأربعاء سارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتوجيه برقية تهنئة إلى الرئيس المصري الجديد مشيدا
في الوقت ذاته بالقوات المسلحة المصرية بالحفاظ على أمن مصر ومنع انزلاقها لمصير مجهول.
ونقل التقرير الصيني عن رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية خلال خطبة الجمعة
اليوم ربما ينتاب الشعب الفلسطيني بعض الألم والحزن لما يراه يجري هنا أو هناك, لكن ذلك ينطلق من أن الأمة قد تنشغل بنفسها مرة ثانية عن قضية فلسطين
ونصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية .
وترى أوساط فلسطينية أن إزاحة جماعة الأخوان المسلمين عن سدة الحكم في مصر يمثل تراجعا طبيعيا لمكانة حماس باعتبارها تجاهر بأنها الامتداد الطبيعي للجماعة في فلسطين .
وبهذا الصدد اعتبر الكاتب والمحلل السياسي من غزة إبراهيم أبراش أن على حماس أن تتوقف عن الحديث عن أنها امتداد لجماعة الإخوان المسلمين لأن هذا القول
يسيء لنا كفلسطينيين ويظهرنا كتابعين لجهات خارجية وأن قرارنا ليس بيدنا.
وأضاف تقرير الوكالة الصينية أنه بخلاف العلاقات الثنائية مع حماس وغزة فإن الدور المصري يبقى مرتبطا بالملفات الفلسطينية الرئيسية لاسيما ملف المصالحة الوطنية بين حماس وحركة التحرير
الوطني الفلسطيني (فتح) بزعامة الرئيس عباس حيث يرى أستاذ الإعلام والعلوم السياسية في جامعة القدس في رام الله أحمد رفيق عوض أن انتهاء حكم الإخوان
المسلمين يفرض على حماس التفكير
جديا بالمصالحة حتى لا يضعفها سقوط رهانها على مرسي أكثر.