مظاهرة «لا للعنف» تتحول إلى حمامات دماء.. والمدينة تعيش ليلة عصيبة من الاشتباكات
كتب : صالح رمضان منذ 29 دقيقة
تصاعدت الأحداث فى المنصورة بشكل مخيف بعد إعلان المتظاهرين من القوى السياسية والثورية، انفصال محافظة الدقهلية عن الحكم الإخوانى، مانعين الدكتور صبحى عطية «المحافظ الإخوانى» من دخول المحافظة، خاصة بعد خطاب الرئيس، الذى جعلهم يعلنون العصيان المدنى بدءاً من الأمس.
كانت المنصورة شهدت ليلة دامية مساء الأربعاء بين أنصار الرئيس ومعارضيه انتهت بمصرع مواطن وإصابة 243 مواطناً، بإصابات مختلفة، واحتراق 3 سيارات، وتحطيم عدد كبير من السيارات، والمحال التجارية، ومن بينها محل «زاد» ملك المهندس خيرت الشاطر، وتم نهب محتوياته وإلقاء معظمها بالشارع.
وأكد الدكتور طارق عرفات، «نائب مدير مستشفى المنصورة الدولى»، أن المستشفى استقبل 185 حالة فى تلك الأحداث تم احتجاز 18 منهم، مع 3 حالات أخرى بالعناية المركزة، وحالتهم حرجة.
وأعلن الدكتور هشام مسعود «مدير طب المستشفيات بمديرية الصحة»، وفاة عبدالحميد صادق عبدالحميد العنانى»، 53 سنة، مفتش تموين، نتيجة إصابته بطلقات خرطوش فى الرأس والصدر والبطن، بالإضافة إلى 243 مصاباً، بينهم 8 مصابين بطلقات خرطوش فى العين، تم حجزهم بمستشفى الرمد بالمنصورة، و185 مصاباً بمستشفى المنصورة الدولى، و40 مصاباً بمستشفى طلخا المركزى، و10 بمستشفى المنصورة العام، من بينهم الرائد أحمد عبدالسميع، مدير العلاقات العامة بمديرية الأمن.
مصرع مواطن وإصابة 243.. وحصار 90 مواطناً داخل مسجد الجمعية الشرعية
وشيع مئات المواطنين بقرية تفهنا الأشراف، مركز ميت غمر، ضحية الاشتباكات، وسط جموع من المواطنين والإخوان، الذين حضروا للقرية من قرى المركز.
وقد عاشت المنصورة ليلة عصيبة بعد توقف الاشتباكات حين فرض مئات المواطنين حصاراً شديداً على نحو 90 من أعضاء الأحزاب الإسلامية داخل مسجد الجمعية الشرعية، واستمر الحصار نحو 12 ساعة، بعد رفض المواطنين خروجهم من المسجد بدعوى أن معهم أشخاصاً من جهات خارجية، ومن حركة حماس، ولم يخرجوهم إلا بعد تدخل الشرطة، التى نقلت المحاصرين إلى معسكر الأمن المركزى فى طلخا وبعدها ذهبوا إلى بيوتهم.
وأكد مصدر أمنى أن جميع من بالمسجد مصريون ومن مختلف قرى ومدن الدقهلية ولم يكن معهم أحد من خارج مصر.
وقد تم اختطاف محمد حيزة بازيد «الصحفى ببوابة روزا ليوسف» خلال الأحداث، ولم يظهر إلا الساعة الرابعة صباحاً، وكان ملقى فى ميدان الجماعة، وهو فى حالة سيئة وإعياء شديد، وتم نقله للمستشفى للعلاج.
وتصاعدت وتيرة الأحداث فى المنصورة بسرعة كبيرة بين أنصار الرئيس من جانب، وبين القوى السياسية والمواطنين من جانب آخر، جعلت معظم شوارع المنصورة، وخاصة منطقة وسط البلد، فى حالة من الذعر بعد وقوع حرب شوارع، لم تنته إلا بعد تدخل الشرطة وتفريق جميع مَن بالشارع وإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وسيطرت حالة من الفزع بين أهالى مدينة المنصورة، كان مؤيدو الرئيس أحد أطرافها، بعد احتشاد الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان، وحزب الشعب والوسط والأصالة والراية والوطن والبناء والتنمية والحرية والعدالة، بالإضافة للجماعة الإسلامية، والجبهة السلفية بمسجد الجمعية الشرعية بشارع بورسعيد لتنظيم مسيرة تأييد للرئيس محمد مرسى تحت عنوان: «لا للعنف.. نعم للشرعية».
بدأت المواجهات بتجمع بعض المجهولين والمواطنين المعارضين للرئيس ورددوا الهتافات ضده وبادلهم عدد من مؤيدى الرئيس الهتافات، وتطورت إلى اشتباكات بالطوب والحجارة بينهما، سرعان ما تطورت وزادت حدتها مع خروج المئات من ائتلاف قوى الإصلاح من مسجد الجمعية الشرعية، فزادت حدة الاشتباكات وتم تحطيم عدد من المحلات والهجوم على أصحابها، ما دفع أهالى المنطقة، وعدداً كبيراً من المواطنين، إلى الاشتباك مع المشاركين فى المسيرة.
مع سخونة الأحداث ووجود مواجهات على جانبى المسيرة، خرجوا بها من مسجد الجمعية الشرعية، وواصلوا إلى نهاية شارع بورسعيد وهناك كانت الأحداث أشد سخونة.
ارتفعت أصوات طلقات الأسلحة النارية والخرطوش فى الشوارع ووقعت اشتباكات فى نهاية شارع بورسعيد بالقرب من مديرية أمن الدقهلية، وقسم شرطة أول المنصورة، وخلال المواجهات، تم حصار أعضاء الجماعة بشارع الجمهورية من جميع الجهات، وعندما حاولوا الخروج من المأزق من ناحية كوبرى طلخا، ظهر مواطنون وتصدوا لهم، وتم حصار عدد كبير من النساء المشاركات أعلى كوبرى طلخا.
تحول محيط مديرية أمن الدقهلية إلى ساحة حرب ووقفت قوات الشرطة والأمن المركزى تتابع الاشتباكات لمدة ساعة كاملة، دون تدخل، واتهم الإخوان الأجهزة الأمنية بالتقاعس والتواطؤ واستئجار بلطجية، على حد وصفهم، لتصفية أعضاء الجماعة، الأمر الذى أدى إلى استدعاء اللواء سامى الميهى «مدير أمن الدقهلية» لـ3 تشكيلات من قوات الأمن المركزى لتفصل بين المتظاهرين وأعضاء الجماعة.
أمر مدير الأمن بإلقاء الغازات المسيلة للدموع على الطرفين، خاصة أن أعضاء الجماعة اشتكوا من حصار عدد كبير منهم على كوبرى طلخا، بعد خروج المواطنين للدفاع عن ممتلكاتهم.
وتمكنت قوات الأمن من الفصل بين الجانبين، وإلقاء القبض على 3 من المتظاهرين خلال فضها الاشتباكات.
وصدرت تعليمات إلى الأحزاب الإسلامية إلى الانسحاب وتفرقوا فى الشوارع الجانبية بسرعة كبيرة، فيما نظم عدد كبير من المتظاهرين مظاهرة من أمام مديرية أمن الدقهلية حملوا فيها ضباط وجنود الأمن المركزى على الأعناق وسط ترديد «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة» و«ارحل ارحل».
وقد تسببت الاشتباكات فى تحطيم واجهة البنك الأهلى المصرى وتحطيم الأبواب الخارجية والزجاج، بالإضافة إلى تحطم ماكينة صرف آلى، وعدد كبير من واجهات المحلات والسيارات.
الدكتور محمد غنيم: القوى الإسلامية تهدد بحمامات الدم كلما حدث شىء يخالفها
وتسبب ما تردد عن وجود 4 وفيات فى إحداث حالة من الشغب فى محيط مستشفى المنصورة من أهالى المصابين وأنصارهم الذين تجمهروا خارجه بأعداد كبيرة وحطموا العديد من السيارات.
ودعت القوى المدينة والأحزاب السياسية والحركات الثورية للوجود فى ميدان الشهداء لحمايته من أى هجوم يمكن أن يقوم به مؤيدو الرئيس، وطافوا بمسيرة حول ديوان عام محافظة الدقهلية.
وأدان حزب الحرية والعدالة بالدقهلية الأحداث واتهم ما أطلق علية اتحاد بلطجية «الوطنى» و«تمرد» بتعديهم على مسجد الجمعية الشرعية ومسيرة (لا للعنف.. نعم للشرعية).
وقال الدكتور محمد غنيم «الجراح العالمى ومنسق جبهة الإنقاذ بالدقهلية» إنه من المستغرب فى الأحداث التى وقعت بالمنصورة أن معظم المشاركين فيها كانوا من مركز ميت غمر.
وتعجب الدكتور محمد غنيم، من التهديد دائماً بحمامات الدم من القوى الإسلامية، كلما حدث شىء يخالفهم، وقال: هذه لهجة غير جديدة، فقد تم تهديدنا بحمامات الدم إذا لم يفز مرسى، وقبلها التهديد بحمامات الدم فى المبادئ فوق الدستورية.
وأضاف أن أخطر ما يهدد مصر ليس الاقتصاد أو التراجع الأمنى فى سيناء، وإنما العنف والعنف المتبادل وتقسيم الأمة إلى مسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة.
وأكد أن خطاب مرسى سطحى ولا يليق برئيس دولة تمر بأزمة، فلم يقدم حلولاً أو تصورات لحلول.