لندن - أ ش أقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مصر تقف الآن على حافة الهاوية.
ووصفت - في تعليق على موقعها الإلكتروني الجمعة - ما شهدته مصر في الأيام الأخيرة بأنه انفجار شعبي ضد جماعة الإخوان, قائلة إن هذا الانفجار كان لابد أن يقع مهما طال انتظاره... وحملت الصحيفة اللوم على نظام الإخوان الذي تسبب بعد عام واحد على سدة الحكم في تفجير كل هذا الاستياء الجماهيري العميق ضده.
وأقرت بمشروعية إعراب الشعب المصري عن مخاوفه عندما خرج بالملايين إلى الشوارع والميادين, متهما مرسي وجماعته باحتكار السلطة وانتهاك مبدأ الفصل بين سلطات الرئاسة والسلطة القضائية ومهاجمة الصحفيين وتدمير الاقتصاد, هذا من جهة.
وعلى الجهة الأخرى, رصدت "الجارديان" خروج مئات الآلاف الخميس مطالبين بعودة مرسي, الذين يعتبرونه اختيارهم بغض النظر عن كونه اختيارا جيدا أم سيئا, قائلين إذا كان الآخرون يستطيعون النزول إلى الشوارع فنحن أيضا نستطيع النزول, وهو ما فعلوه بالضبط في عدد من المحافظات في أنحاء الجمهورية.
وقالت الصحيفة: إن هذا المشهد هو أحد التبعات الناتجة عن تقرير مصير الأنظمة بمساعدة الجيوش مهما كانت تحظى بشعبية كبيرة, لا سيما وأن هذا الأمر متى حدث مرة فإنه قابل للتكرار... وأضافت أنه عندما يتم حل البرلمانات وتعليق الدساتير, يبقى الشارع هو المتحدث الوحيد عن الشرعية.
وقالت "الجارديان" إنه مع ارتفاع أعداد القتلى والمصابين جراء مصادمات الشوارع, لا يصبح من الصعب بمكان معرفة ماذا ستؤول إليه الأوضاع.
وحذرت من أن المخاطر هائلة, ليس فقط على مصر, ولكن على العالم العربي بأسره.
ورأت الصحيفة البريطانية أنه للحيلولة دون اشتعال اضطراب مدني كبير في أكبر دولة عربية, ثمة أمران يجب عملهما; الأول: يجب إشراك كافة الأحزاب والقوى السياسية في عملية الانتقال. والثاني: يجب التعجيل بإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن.
وقالت إن المسألة لا يجب أن تقتصر على الكلمات دون الأفعال, مقللة من جدوى أن يدعو الرئيس الموقت عدلي منصور أعضاء من جماعة الإخوان للتواصل معتبرا إياها جزءا من نسيج المجتمع بينما 300 من قيادييها قيد الاعتقال في حين صدرت مذكرات اعتقال ضد كافة قيادات الجماعة.
وخلصت "الجارديان" - في ختام تعليقها - إلى أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه المتظاهرون في ميدان التحرير هو دعوتهم لتدخل الجيش في اللعبة السياسية.